الجمعة، 9 أكتوبر 2015

من معاني﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ في القرآن الكريم



﴿يَشْرَبُ بِهَا﴾ بمعنى: «يَرْوَىٰ بها» !

قال ابن تيميـّة في '' الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان'' صـ46-47ـفحة:-
"{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} ...عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف قالوا: يمزج لأصحاب اليمين مزجاً ويشرب بها المقربون صرفاً، وهو كما قالوا، فإنه تعالى قال: {يَشْرَبُ بِهَا} ، ولم يقل: يشرب منها؛ لأنه ضمن قوله: «يشرب» يعني «يروى»، فإن الشارب قد يشرب ولا يروى، فإذا قيل: يشربون منها لم يدل على الرّي، وإذا قيل: يشربون بها كان المعنى: يروون بها، فالمقربون يروون بها فلا يحتاجون معها إلى ما هو دونها، فلهذا يشربون منها صرفاً، بخلاف أصحاب اليمين، فإنها مُزِجت لهم مزجاً، وهو كما قال تعالى في سورة الإنسان: {كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}، فعباد الله هم: المقربون المذكورون في تلك السورة."

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾

في صدر كتاب الفرقان لابن تيمية
"..وكان مشركو العرب يدَّعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون به على غيرهم كما قال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ، مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾."

السبت، 12 سبتمبر 2015

{يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً...}

من كتاب جامع بيان العلم وفضله-باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لاحسد إلا في اثنتين". :-

ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ وَذَكَرَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي يَحْيَى {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} وَقَوْلَهُ فِي عِيسَى {قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ} {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، وَقَوْلَهُ {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} قَالَ مَالِكٌ: «الْحِكْمَةُ فِي هَذَا كُلِّهِ طَاعَةُ اللَّهِ وَالِاتِّبَاعُ لَهَا، وَالْفِقْهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَالْعَمَلُ بِهِ»
 قالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: " الَّذِي يَقَعُ فِي قَلْبِي أَنَّ الْحِكْمَةَ هِيَ الْفِقْهُ فِي دِينِ اللَّهِ، قَالَ: وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ تَجِدُهُ عَاقِلًا فِي أَمْرِ الدُّنْيَا ذَا نَظَرٍ فِيهَا وَبَصَرٍ بِهَا وَلَا عِلْمَ لَهُ بِدِينِهِ، وَتَجِدُ آخَرَ ضَعِيفًا فِي أَمْرِ الدُّنْيَا عَالِمًا بِأَمْرِ دِينِهِ بَصِيرًا بِهِ يُؤْتِيه اللَّهُ إِيَّاهُ وَيَحْرِمُهُ هَذَا، فَالْحِكْمَةُ الْفِقْهُ فِي دِينِ اللَّهِ "
 قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «الْحِكْمَةُ وَالْعِلْمُ نُورٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ».